الشباب والصحة الانجابية jeunes et santé de la reproduction
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الشباب والصحة الانجابية jeunes et santé de la reproduction
منتدى يهتم بالصحة الجنسية والانجابية للمراهقين والشباب.فضاء للحوار من أجل ارساء ثقافة صحية تقوم على الوقاية وترسيخ سلوك سليم ومسؤول للمراهقين والشباب.فضاء منهم،معهم واليهم.
عدد الرسائل : 184 العمر : 57 تاريخ التسجيل : 11/09/2006
موضوع: لا تكن غيمة من دخان:قصيدة حول التدخين الثلاثاء مايو 20, 2008 2:04 pm
يحتفل العالم في 31 ماي من كل سنة باليوم العالمي للامتناع عن التدخين. وفي هذا الإطار أدعوكم لقراءة هذه القصيدة الرائعة للشاعر عثمان المحمودي من تونس (الجنوب التونسي)"لا تكن غيمة من دخان" . وتتوجه هذه القصيدة خاصة لفئة المراهقين والشباب قصد تحسيسهم بمخاطر التدخين والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر(الإدمان على الكحول، المخدرات والعنف...) بصفة عامة وتدعوهم لحسن استغلال أوقات الفراغ بالمفيد من الأعمال "حتى لا يكون الفراغ فراغا". لا تكن غيمةً من دخانٍ وَأَنْتَ تُعَانِقُ سيجارَةً – في المَجَازِ – تعانِقُ أفعَى وَسُمّا وموتًا بطيئًا وتمضِي - بلا رغبَةٍ في المُضِيِّ - إلى المِطْفَأَة. دوائِرُ خلفَ الدّوائر تعلُو دقائِقُ خلفَ السَّرابِ وأنت – بكامِلِ عقلِكَ – تعدُو إلى نقطَةٍ في الخرَابِ. يمرّ الدّخان كئيبًا محاطًا بكلّ المواد المشعّةِ والانتحارِ روائِح موتٍ تُهدِّدُ نبضَ الحياةِ دخانُ السّجائر يعلو وأنتَ تبدِّدُ عمرَكَ فوقَ الرَّمَادِ تقودُكَ سيجارَةٌ لا حياةَ لَهَا وتزعَمُ أنّكَ أعلى من الموتِ واللّحظةِ الهارِبَة. سجائِرُ تلوَ السَّجائِر تطفُو سوادٌ يخيِّمُ في الرِّئتَيْنِ وقلبٌ سقِيم يخرِّبُهُ الاحتِراقُ دقائِقُ تمضِي ملطّخَةً بالدّخانِ وأنتَ - بلا رغبَةٍ في الأنينِ – تئِنُّ وتذوِي وتزعَمُ أن لا حياةَ بدونِ سجائرِكَ المشتَهَاةِ. تذيبُ لفافَةَ تبغٍ... تذيبُ الدّقائِقَ خلفَ الثّوانِي... هزيلٌ كخيطِ الدّخَانِ، عليلٌ يحاصِرُكَ الموتُ أنَّى اندفَعْتَ، نحيلٌ، فتيلٌ بلا "أكسجانٍ"، كأنَّكَ موتٌ، لأنتَ القتيلُ، ذليلٌ أمامَ سجائِرِكَ المشتَهَاةِ... قتيلٌ. لماذا تبيعُ رحيقَ الحياةِ بتبغٍ رخيصٍ... وتدفنُ روحك خلف الفلاةِ... وتسلك غيمَ الطّريقِ إلى الهاوية؟ على خدَرٍ لن تكونَ عزيزًا ولا بالنَّبيذِ تقاومُ ما هوَّ آتٍ ولا بالعنيف من القولِ والحركاتِ ...لك الآن أن تستقيلَ من التّبغِ والمغرِياتِ لك الآنَ كلّ الحياةِ لترتادَ دورَ الشّبابِ… ودورَ الثّقافَةِ… كي لا يكونَ الفراغُ فراغًا لتقرأ شعرًا ونثرًا وترصد رسمًا ولحنًا لتكسب حبّا وفنّا وتعرف فنّ التواصل… كيف تخاطب غيرك دون نشازٍِ فلا بالخمورِ ولا بالتسكّعِ تدرِكُ نُبْلَ المعانِي. لك الآن سرّ الحَمَامِ لك الآنَ نبضُ الأغانِي فثبِّتْ خطاكَ على الجانبينِ وكن في الشّدائد ذخرًا... ولا غيمةً من دخانٍ. الشاعر: عثمان المحمودي تونس