6 تشرين الثاني/نوفمبر 2008 | جنيف -- تمكّن فريق من الخبراء في منظمة الصحة العالمية من استحداث نموذج رياضي ونشر ما خلصوا إليه من نتائج في مجلة ذي لانست (the Lancet)* اليوم من أجل حفز المناقشات والنقاش والحثّ على إجراء المزيد من البحوث في هذا المجال. ويشير النموذج إلى أنّ اللجوء إلى تحليل الدم الطوعي والشامل لتحرّي فيروس الأيدز كل عام واللجوء، بعد ذلك فوراً، إلى توفير المعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية (بصرف النظر عن المرحلة السريرية أو حساب الخلايا التائية 4) من الأمور التي تسهم في الحد من وقوع حالات جديدة بنسبة 95% في غضون عشرة أعوام.
ويفيد واضعو الدراسة أيضاً بأنّ النموذج المذكور كفيل بإعطاء منافع صحية عمومية إضافية منها تخفيض معدلات وقوع السل وانتقال فيروس الأيدز من الأم إلى طفلها. كما يشير النموذج إلى إمكانية الحد بشكل كبير من معدلات المراضة والوفاة الناجمة عن فيروس الأيدز في البلدان ذات الموارد المحدودة التي تشهد انتشار أوبئة ذلك الفيروس في جميع مناطقها.
والسياسة العلاجية التي تنتهجها منظمة الصحة العالمية حالياً تنطوي على إجراء تحاليل طوعية وتقييم سريري و/أو مناعي (مثل حساب الخلايا التائية 4) بغرض تحديد الفئة التي ستستفيد من العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية.
ويشدّد واضعو الدراسة على الطبيعة النظرية لهذا النموذج القائم على البيانات ويثيرون عدداً من الشواغل بخصوص إمكانية تطبيقه، بما في ذلك حماية حقوق الأفراد ومقاومة الفيروس للأدوية ومسألة السميّة ومشكلات التمويل.
والجدير بالذكر أنّ هذه الدراسة ليست مؤشراً على أيّ تغيير في إرشادات منظمة الصحة العالمية. وعليه لا بدّ من مواصلة الاضطلاع بالتدخلات الوقائية التي توصي بها المنظمة وتوسيع نطاقها. ومن تلك التدخلات ختان الذكور وحمل الناس على تقليص عدد الأفراد الذين يقيمون علاقات جنسية معهم واستعمال العوازل بشكل صحيح ومنتظم، فضلاً عن التدخلات التي تستهدف الفئات المعرّضة للمخاطر والتي تُعرف أيضاً باسم "التدخلات التوليفية."
وتزمع منظمة الصحة العالمية تنظيم اجتماع في مطلع العام القادم سيحضره أخصائيون في مجال الأخلاقيات ومانحون ومناصرون لقضية حقوق الإنسان وأطباء وخبراء في ميدان الوقاية وبعض مديري برامج مكافحة الأيدز وذلك لمناقشة هذه القضية وقضايا أخرى تتعلّق باللجوء، على نطاق أوسع، إلى المعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية للوقاية من فيروس الأيدز.
المصدر: المنظمة العالمية للصحة