المرأة والسيدا

المرأة
عرضة للإصابة أكثر من الرجل
"المرأة والسيدا" كان محور الندوة الوطنية التي انتظمت مؤخرا تحت اشراف السيدة ليلى بن علي رئيسة منظمة المرأة العربية وتأتي هذه الندوة في اطار برنامج الامم المتحدة للتنمية.
وكان ذلك بحضور وزير الصحة العمومية السيد منذر الزنايدي وعدة اطارات طبية وممثلين عن عدة هياكل جهوية من
شأنها ان تساهم في الحدّ من انتشار السيدا في محيطهم ونشر الثقافة الصحية عموما.
ولم يكن اختيار موضوع « المرأة والسيدا» هامشيا بل يعكس ما شهدته السنوات الاخيرة من ارتفاع عدد النساء المصابات بهذا الفيروس حيث سجلت الاحصائيات خلال سنة 2008 بلوغ عدد المتعايشين مع المرض في العالم 33.4 مليون مصاب منهم 15.7 % نساء وفتيات وعلى المستوى العربي نجد 310 آلاف حالة وقرابة %48 من النساء من مجموع الحالات اليومية في الوطن العربي وفي سنة 2008 تم تسجيل 20 الف وفاة في العالم العربي سجلت المرأة العربية سنة 2008 نسبة %52 من عدد المصابات بالسيدا وبين الدكتور رضا كمون ان النسبة النسائية في تونس منها 75 % متأتية عن طريق العلاقات الجنسية ومنها 64 % من المتزوجات وبينت ايضا هشاشة المرأة ومدى حساسيتها للتعرض لهذا الفيروس لاسباب بيولوجية تجعلها عرضة اكثر من الرجل ولاسباب اجتماعية باعتبارها تنقصها الجرأة للمشاركة في الحوارات التي تتعلق بالصحة الجنسية بالاضافة الى سبب اقتصادي كون المرأة العربية عموما ما تزال تفتقد الى الاستقلال المالي كما بينت الدراسات ان المرأة معرضة 6 مرات للاصابة اكثر من الرجل.
ومن الاسباب الرئيسية للاصابة بالسيدا هي المخدرات والجنس خاصة خارج اطار الزواج وتزويج الفتاة صغيرة السن ومن التوصيات التي جاءت في هذه الندوة هي الاسراع
بالتحليل للكشف عن فيروس نقص المناعة البشري وخاصة اثناء التعرض الى سلوك محفوف بالمخاطر او للتثبت من السلامة من الفيروس علما وان هذا التحليل في تونس مجاني كما نادت هذه الندوة الى ضمان حقوق المرأة المصابة واحترامها بمقاومة الوصم والتمييز تجاهها بالاضافة الى تبني سلوك جنسي مسؤول ومحمي باستعمال الواقي في كل علاقة جنسية .
حقوق المرأة
وعلى هامش هذه الندوة كان لـ «الصحافة» عدة لقاءات منها مع الاستاذة منجية السوايحي: مستشارة البرنامج الاقليمي لمقاومة السيدا في الدول العربية والتي كانت لها نظرة اسلامية في هذا الموضوع حيث اكدت انه منذ نزول الاسلام ضمن هذا الدين الحنيف حق المرأة في حماية نفسها وفي الحياة حين منع الوأد وجعل من المقاصد الخمس حفظ النفس سواء للمرأة او للرجل وفي مسألة الصحة هناك المساواة الكاملة في الاسلام بينهما واضافت انه يجب وجود نظرة تطورية حين تمت قراءة الاسلام في تونس والتأويلات الصحيحة التي ساهمت في ترسيخ مبدإ المساواة الكاملة مشيرة في نفس السياق ان المرأة العربية ماتزال تتعرض الى ضغوط وبينت انه بالاضافة الى السبب البيولوجي هناك أسباب اخرى تجعل من المرأة سريعة الاصابة بالسيدا ومنها غياب حق المرأة في الحوار المجادلة وعللت السيدة منجية السوايحي ذلك بطرح مثال كأن يسافر الزوج مدة طويلة بعيدا عن زوجته وعند عودته ليس لها الحق مثلا في مطالبته
بتحليل عساه يكون حاملا للفيروس وذلك لمجرد الاطمئنان واخذ الحيطة فقط، فهذه الثقافة ماتزال غائبة عن الوطن العربي وعموما فالله سبحانه وتعالى يحث على الاخلاص من خلال قوله«ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة» واكدت انه لا يوجد حتى الان دواء اكثر من العفة والاخلاص بين الزوجين في علاقتهما الشرعية.
كما بينت محدثتنا ان منظمة المرأة العربية لها برنامج ذو اهداف مرسومة للنهوض اكثر بالمرأة عربيا وتدعيم حقوقها وحمايتها من الامراض.
دور هام للهياكل النسائية
وللاتحاد الوطني للمرأة دور كبير في توعية المرأة وتشريكها في الحوار التثقيفي والتحسيسي حول الامراض المنقولة جنسيا وخاصة مرض السيدا وهذا ما اكدته السيدة «وسيلة الخالدي» عضوة بالاتحاد والسيدة روضة الدريدي رئيسة
فرع ترنجة التابع لاتحاد المرأة.
وأضافت ان الاتحاد يقوم بلقاءات وحوارات متتالية لتحسيس المرأة بأهميتها واهمية جسدها لأجل المحافظة عليه ونشر الثقافة الجنسية لديهن لتوخي الحذر.
ومن جهة اخرى فقد ابرزت السيدة«ايمان بلهادي» (الاتحاد الوطني للمرأة) ان الاتحاد قام بشراكة مع ديوان الاسرة والعمران البشري في مجال التكوين في الصحة الانجابية حيث قام الاتحاد بتدريب مكونات في العديد من الفروع بكل جهات البلاد لنشر الثقافة الصحية وتوعية خاصة الشباب حول مخاطر العلاقات الجنسية غير المحمية.
كما كان للاتحاد دور في تنظيم حلقات حوار للحديث عن السيدا وخاصة في المبيتات الجامعية الى جانب وجود ورشات ونواد للصحة الانجابية بكل فروع الاتحاد.
هدى المسعودي
المصدر:
جريدة الصحافة التونسية 8 ديسمبر 2009
المقال موجود هنا